وبلاگ شخصی ابراهیم تنها

ابراهیم تنها

بلقیس

پنجشنبه, ۱۴ شهریور ۱۳۹۲، ۰۹:۱۰ ب.ظ
قصیدة بلقیس - نزار قبانی
قصیدة بلقیس

شکراً لکم ..
شکراً لکم . .
فحبیبتی قتلت .. وصار بوسعکم
أن تشربوا کأساً على قبر الشهیده
وقصیدتی اغتیلت ..
وهل من أمـةٍ فی الأرض ..
- إلا نحن - تغتال القصیدة ؟
بلقیس ...
کانت أجمل الملکات فی تاریخ بابل
بلقیس ..
کانت أطول النخلات فی أرض العراق
کانت إذا تمشی ..
ترافقها طواویسٌ ..
وتتبعها أیائل ..
بلقیس .. یا وجعی ..
ویا وجع القصیدة حین تلمسها الأنامل
هل یا ترى ..
من بعد شعرک سوف ترتفع السنابل ؟
یا نینوى الخضراء ..
یا غجریتی الشقراء ..
یا أمواج دجلة . .
تلبس فی الربیع بساقها
أحلى الخلاخل ..
قتلوک یا بلقیس ..
أیة أمةٍ عربیةٍ ..
تلک التی
تغتال أصوات البلابل ؟
أین السموأل ؟
والمهلهل ؟
والغطاریف الأوائل ؟
فقبائلٌ أکلت قبائل ..
وثعالبٌ قتـلت ثعالب ..
وعناکبٌ قتلت عناکب ..
قسماً بعینیک اللتین إلیهما ..
تأوی ملایین الکواکب ..
سأقول ، یا قمری ، عن العرب العجائب
فهل البطولة کذبةٌ عربیةٌ ؟
أم مثلنا التاریخ کاذب ؟.
بلقیس

لا تتغیبی عنی
فإن الشمس بعدک
لا تضیء على السواحل . .
سأقول فی التحقیق :
إن اللص أصبح یرتدی ثوب المقاتل
وأقول فی التحقیق :
إن القائد الموهوب أصبح کالمقاول ..
وأقول :
إن حکایة الإشعاع ، أسخف نکتةٍ قیلت ..
فنحن قبیلةٌ بین القبائل
هذا هو التاریخ . . یا بلقیس ..
کیف یفرق الإنسان ..
ما بین الحدائق والمزابل
بلقیس ..
أیتها الشهیدة .. والقصیدة ..
والمطهرة النقیة ..
سبـأٌ تفتش عن ملیکتها
فردی للجماهیر التحیة ..
یا أعظم الملکات ..
یا امرأةً تجسد کل أمجاد العصور السومریة
بلقیس ..
یا عصفورتی الأحلى ..
ویا أیقونتی الأغلى
ویا دمعاً تناثر فوق خد المجدلیة
أترى ظلمتک إذ نقلتک
ذات یومٍ .. من ضفاف الأعظمیة
بیروت .. تقتل کل یومٍ واحداً منا ..
وتبحث کل یومٍ عن ضحیة
والموت .. فی فنجان قهوتنا ..
وفی مفتاح شقتنا ..
وفی أزهار شرفتنا ..
وفی ورق الجرائد ..
والحروف الأبجدیة ...
ها نحن .. یا بلقیس ..
ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلیة ..
ها نحن ندخل فی التوحش ..
والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة ..
ندخل مرةً أخرى .. عصور البربریة ..
حیث الکتابة رحلةٌ
بین الشظیة .. والشظیة
حیث اغتیال فراشةٍ فی حقلها ..
صار القضیة ..
هل تعرفون حبیبتی بلقیس ؟
فهی أهم ما کتبوه فی کتب الغرام
کانت مزیجاً رائعاً
بین القطیفة والرخام ..
کان البنفسج بین عینیها
ینام ولا ینام ..
بلقیس ..
یا عطراً بذاکرتی ..
ویا قبراً یسافر فی الغمام ..
قتلوک ، فی بیروت ، مثل أی غزالةٍ
من بعدما .. قتلوا الکلام ..
بلقیس ..
لیست هذه مرثیةً
لکن ..
على العرب السلام
بلقیس ..
مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون ..
والبیت الصغیر ..
یسائل عن أمیرته المعطرة الذیول
نصغی إلى الأخبار .. والأخبار غامضةٌ
ولا تروی فضول ..
بلقیس ..
مذبوحون حتى العظم ..
والأولاد لا یدرون ما یجری ..
ولا أدری أنا .. ماذا أقول ؟
هل تقرعین الباب بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعین المعطف الشتوی ؟
هل تأتین باسمةً ..
وناضرةً ..
ومشرقةً کأزهار الحقول ؟
بلقیس ..
إن زروعک الخضراء ..
ما زالت على الحیطان باکیةً ..
ووجهک لم یزل متنقلاً ..
بین المرایا والستائر
حتى سجارتک التی أشعلتها
لم تنطفئ ..
ودخانها
ما زال یرفض أن یسافر
بلقیس ..
مطعونون .. مطعونون فی الأعماق ..
والأحداق یسکنها الذهول
بلقیس ..
کیف أخذت أیامی .. وأحلامی ..
وألغیت الحدائق والفصول ..
یا زوجتی ..
وحبیبتی .. وقصیدتی .. وضیاء عینی ..
قد کنت عصفوری الجمیل ..
فکیف هربت یا بلقیس منی ؟..
بلقیس ..
هذا موعد الشای العراقی المعطر ..
والمعتق کالسلافة ..
فمن الذی سیوزع الأقداح .. أیتها الزرافة ؟
ومن الذی نقل الفرات لبیتنا ..
وورود دجلة والرصافة ؟
بلقیس ..
إن الحزن یثقبنی ..
وبیروت التی قتلتک .. لا تدری جریمتها
وبیروت التی عشقتک ..
تجهل أنها قتلت عشیقتها ..
وأطفأت القمر ..
بلقیس ..
یا بلقیس ..
یا بلقیس
کل غمامةٍ تبکی علیک ..
فمن ترى یبکی علیا ..
بلقیس .. کیف رحلت صامتةً
ولم تضعی یدیک .. على یدیا ؟
بلقیس ..
کیف ترکتنا فی الریح ..
نرجف مثل أوراق الشجر ؟
وترکتنا - نحن الثلاثة - ضائعین
کریشةٍ تحت المطر ..
أتراک ما فکرت بی ؟
وأنا الذی یحتاج حبک .. مثل (زینب) أو (عمر)
بلقیس ..
یا کنزاً خرافیاً ..
ویا رمحاً عراقیاً ..
وغابة خیزران ..
یا من تحدیت النجوم ترفعاً ..
من أین جئت بکل هذا العنفوان ؟
بلقیس ..
أیتها الصدیقة .. والرفیقة ..
والرقیقة مثل زهرة أقحوان ..
ضاقت بنا بیروت .. ضاق البحر ..
ضاق بنا المکان ..
بلقیس : ما أنت التی تتکررین ..
فما لبلقیس اثنتان ..
بلقیس ..
تذبحنی التفاصیل الصغیرة فی علاقتنا ..
وتجلدنی الدقائق والثوانی ..
فلکل دبوسٍ صغیرٍ .. قصةٌ
ولکل عقدٍ من عقودک قصتان
حتى ملاقط شعرک الذهبی ..
تغمرنی ،کعادتها ، بأمطار الحنان
ویعرش الصوت العراقی الجمیل ..
على الستائر ..
والمقاعد ..
والأوانی ..
ومن المرایا تطلعین ..
من الخواتم تطلعین ..
من القصیدة تطلعین ..
من الشموع ..
من الکؤوس ..
من النبیذ الأرجوانی ..
بلقیس ..
یا بلقیس .. یا بلقیس ..
لو تدرین ما وجع المکان ..
فی کل رکنٍ .. أنت حائمةٌ کعصفورٍ ..
وعابقةٌ کغابة بیلسان ..
فهناک .. کنت تدخنین ..
هناک .. کنت تطالعین ..
هناک .. کنت کنخلةٍ تتمشطین ..
وتدخلین على الضیوف ..
کأنک السیف الیمانی ..
بلقیس ..
أین زجاجة ( الغیرلان ) ؟
والولاعة الزرقاء ..
أین سجارة الـ (الکنت ) التی
ما فارقت شفتیک ؟
أین (الهاشمی ) مغنیاً ..
فوق القوام المهرجان ..
تتذکر الأمشاط ماضیها ..
فیکرج دمعها ..
هل یا ترى الأمشاط من أشواقها أیضاً تعانی ؟
بلقیس : صعبٌ أن أهاجر من دمی ..
وأنا المحاصر بین ألسنة اللهیب ..
وبین ألسنة الدخان ...
بلقیس : أیتها الأمیرة
ها أنت تحترقین .. فی حرب العشیرة والعشیرة
ماذا سأکتب عن رحیل ملیکتی ؟
إن الکلام فضیحتی ..
ها نحن نبحث بین أکوام الضحایا ..
عن نجمةٍ سقطت ..
وعن جسدٍ تناثر کالمرایا ..
ها نحن نسأل یا حبیبة ..
إن کان هذا القبر قبرک أنت
أم قبر العروبة ..
بلقیس :
یا صفصافةً أرخت ضفائرها علی ..
ویا زرافة کبریاء
بلقیس :
إن قضاءنا العربی أن یغتالنا عربٌ ..
ویأکل لحمنا عربٌ ..
ویبقر بطننا عربٌ ..
ویفتح قبرنا عربٌ ..
فکیف نفر من هذا القضاء ؟
فالخنجر العربی .. لیس یقیم فرقاً
بین أعناق الرجال ..
وبین أعناق النساء ..
بلقیس :
إن هم فجروک .. فعندنا
کل الجنائز تبتدی فی کربلاء ..
وتنتهی فی کربلاء ..
لن أقرأ التاریخ بعد الیوم
إن أصابعی اشتعلت ..
وأثوابی تغطیها الدماء ..
ها نحن ندخل عصرنا الحجری
نرجع کل یومٍ ، ألف عامٍ للوراء ...
البحر فی بیروت ..
بعد رحیل عینیک استقال ..
والشعر .. یسأل عن قصیدته
التی لم تکتمل کلماتها ..
ولا أحدٌ .. یجیب على السؤال
الحزن یا بلقیس ..
یعصر مهجتی کالبرتقالة ..
الآن .. أعرف مأزق الکلمات
أعرف ورطة اللغة المحالة ..
وأنا الذی اخترع الرسائل ..
لست أدری .. کیف أبتدئ الرسالة ..
السیف یدخل لحم خاصرتی
وخاصرة العبارة ..
کل الحضارة ، أنت یا بلقیس ، والأنثى حضارة ..
بلقیس : أنت بشارتی الکبرى ..
فمن سرق البشارة ؟
أنت الکتابة قبلما کانت کتابة ..
أنت الجزیرة والمنارة ..
بلقیس :
یا قمری الذی طمروه ما بین الحجارة ..
الآن ترتفع الستارة ..
الآن ترتفع الستارة ..
سأقول فی التحقیق ..
إنی أعرف الأسماء .. والأشیاء .. والسجناء ..
والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفین ..
وأقول إنی أعرف السیاف قاتل زوجتی ..
ووجوه کل المخبرین ..
وأقول : إن عفافنا عهرٌ ..
وتقوانا قذارة ..
وأقول : إن نضالنا کذبٌ
وأن لا فرق ..
ما بین السیاسة والدعارة !!
سأقول فی التحقیق :
إنی قد عرفت القاتلین
وأقول :
إن زماننا العربی مختصٌ بذبح الیاسمین
وبقتل کل الأنبیاء ..
وقتل کل المرسلین ..
حتى العیون الخضر ..
یأکلها العرب
حتى الضفائر .. والخواتم
والأساور .. والمرایا .. واللعب ..
حتى النجوم تخاف من وطنی ..
ولا أدری السبب ..
حتى الطیور تفر من وطنی ..
و لا أدری السبب ..
حتى الکواکب .. والمراکب .. والسحب
حتى الدفاتر .. والکتب ..
وجمیع أشیاء الجمال ..
جمیعها .. ضد العرب ..
لما تناثر جسمک الضوئی
یا بلقیس ،
لؤلؤةً کریمة
فکرت : هل قتل النساء هوایةٌ عربیةٌ
أم أننا فی الأصل ، محترفو جریمة ؟
بلقیس ..
یا فرسی الجمیلة .. إننی
من کل تاریخی خجول
هذی بلادٌ یقتلون بها الخیول ..
هذی بلادٌ یقتلون بها الخیول ..
من یوم أن نحروک ..
یا بلقیس ..
یا أحلى وطن ..
لا یعرف الإنسان کیف یعیش فی هذا الوطن ..
لا یعرف الإنسان کیف یموت فی هذا الوطن ..
ما زلت أدفع من دمی ..
أعلى جزاء ..
کی أسعد الدنیا .. ولکن السماء
شاءت بأن أبقى وحیداً ..
مثل أوراق الشتاء
هل یولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
وهل القصیدة طعنةٌ
فی القلب .. لیس لها شفاء ؟
أم أننی وحدی الذی
عیناه تختصران تاریخ البکاء ؟
سأقول فی التحقیق :
کیف غزالتی ماتت بسیف أبی لهب
کل اللصوص من الخلیج إلى المحیط ..
یدمرون .. ویحرقون ..
وینهبون .. ویرتشون ..
ویعتدون على النساء ..
کما یرید أبو لهب ..
کل الکلاب موظفون ..
ویأکلون ..
ویسکرون ..
على حساب أبی لهب ..
لا قمحةٌ فی الأرض ..
تنبت دون رأی أبی لهب
لا طفل یولد عندنا
إلا وزارت أمه یوماً ..
فراش أبی لهب !!...
لا سجن یفتح ..
دون رأی أبی لهب ..
لا رأس یقطع
دون أمر أبی لهب ..
سأقول فی التحقیق :
کیف أمیرتی اغتصبت
وکیف تقاسموا فیروز عینیها
وخاتم عرسها ..
وأقول کیف تقاسموا الشعر الذی
یجری کأنهار الذهب ..
سأقول فی التحقیق :
کیف سطوا على آیات مصحفها الشریف
وأضرموا فیه اللهب ..
سأقول کیف استنزفوا دمها ..
وکیف استملکوا فمها ..
فما ترکوا به ورداً .. ولا ترکوا عنب
هل موت بلقیسٍ ...
هو النصر الوحید
بکل تاریخ العرب ؟؟...
بلقیس ..
یا معشوقتی حتى الثمالة ..
الأنبیاء الکاذبون ..
یقرفصون ..
ویرکبون على الشعوب
ولا رسالة ..
لو أنهم حملوا إلینا ..
من فلسطین الحزینة ..
نجمةً ..
أو برتقالة ..
لو أنهم حملوا إلینا ..
من شواطئ غزةٍ
حجراً صغیراً
أو محارة ..
لو أنهم من ربع قرنٍ حرروا ..
زیتونةً ..
أو أرجعوا لیمونةً
ومحوا عن التاریخ عاره
لشکرت من قتلوک .. یا بلقیس ..
یا معشوقتی حتى الثمالة ..
لکنهم ترکوا فلسطیناً
لیغتالوا غزالة !!...
ماذا یقول الشعر ، یا بلقیس ..
فی هذا الزمان ؟
ماذا یقول الشعر ؟
فی العصر الشعوبی ..
المجوسی ..
الجبان
والعالم العربی
مسحوقٌ .. ومقموعٌ ..
ومقطوع اللسان ..
نحن الجریمة فی تفوقها
فما ( العقد الفرید ) وما ( الأغانی ) ؟؟
أخذوک أیتها الحبیبة من یدی ..
أخذوا القصیدة من فمی ..
أخذوا الکتابة .. والقراءة ..
والطفولة .. والأمانی
بلقیس .. یا بلقیس ..
یا دمعاً ینقط فوق أهداب الکمان ..
علمت من قتلوک أسرار الهوى
لکنهم .. قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصانی
بلقیس :
أسألک السماح ، فربما
کانت حیاتک فدیةً لحیاتی ..
إنی لأعرف جیداً ..
أن الذین تورطوا فی القتل ، کان مرادهم
أن یقتلوا کلماتی !!!
نامی بحفظ الله .. أیتها الجمیلة
فالشعر بعدک مستحیلٌ ..
والأنوثة مستحیلة
ستظل أجیالٌ من الأطفال ..
تسأل عن ضفائرک الطویلة ..
وتظل أجیالٌ من العشاق
تقرأ عنک . . أیتها المعلمة الأصیلة ...
وسیعرف الأعراب یوماً ..
أنهم قتلوا الرسولة ..
قتلوا الرسولة ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة


  • ابراهیم تنها

نظرات  (۳)

سلام واقعا شعر زیبایی گزاشتی  دستت درد نکنه

  • احمد یحیایی
  • بسیاررررررررررررررر زیباست
    سلام ممنون که متن شعر را گذاشتید
    من هر چه گشتم ترجمه ای به فارسی ازش ندیدم. شما سراغ ندارید؟

    ارسال نظر

    ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
    شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
    <b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
    تجدید کد امنیتی